التنسيقية الوطنية للأساتذة حاملي الشهادات ترفض "التعاطي اللامسؤول" للوزارة وتلوّح بخطوات نضالية جديدة

ركن التعليم الذكي

 

في السنوات الأخيرة، تعالت أصوات التنسيقية الوطنية للأساتذة حاملي الشهادات بشكل لافت على الساحة التعليمية بالمغرب، مطالبة بتحقيق العدالة المهنية والاعتراف بمطالبها المشروعة. جاءت هذه المطالب نتيجة تراكمات سنوات من التهميش والمعاناة، حيث ترى التنسيقية أن وزارة التربية الوطنية تتعامل بـ"تعاطي لا مسؤول" مع ملفهم، مما يزيد من توتر العلاقة بين الطرفين. في هذا المقال، سنسلط الضوء على خلفية هذه الأزمة، أسباب الاحتجاجات، مطالب التنسيقية، الخطوات النضالية المقررة، وتأثيرها على المشهد التعليمي.




أسباب رفض التنسيقية

1. تجاهل المطالب المشروعة

تعتبر التنسيقية أن وزارة التربية الوطنية تمارس سياسة الآذان الصماء تجاه المطالب التي قدمها الأساتذة. تتلخص أبرز هذه المطالب في:

  • الترقية المهنية: رغم حصول العديد من الأساتذة على شهادات جامعية متقدمة، إلا أنهم ما زالوا يعانون من غياب الترقية إلى الرتب المناسبة التي تليق بمؤهلاتهم.
  • التمييز المهني: تشير التنسيقية إلى وجود تمييز واضح بين الأساتذة حاملي الشهادات وغيرهم، مما يؤثر على الروح المعنوية للعاملين في القطاع.

2. سوء التواصل مع الوزارة

تشكو التنسيقية من انعدام قنوات حوار حقيقية وفعالة مع الوزارة الوصية. العديد من الاجتماعات التي عقدت بين الطرفين لم تؤتِ أكلها بسبب:

  • غياب إرادة حقيقية من الطرف الوزاري لحل المشكلات المطروحة.
  • الاكتفاء بتقديم وعود دون خطوات عملية واضحة على الأرض.

3. الظروف المهنية الصعبة

تعتبر الظروف المهنية الصعبة التي يعاني منها الأساتذة سبباً رئيسياً للتصعيد. هذه الظروف تشمل:

  • غياب الاستقرار المهني نتيجة العقود المؤقتة.
  • ضغط العمل وغياب الحوافز المادية والمعنوية.

مطالب التنسيقية

من خلال الاحتجاجات التي نظمتها التنسيقية الوطنية للأساتذة حاملي الشهادات، يمكن تلخيص أبرز المطالب فيما يلي:

1. الترقية إلى الدرجات المناسبة

يعتبر الترقية أحد المطالب الجوهرية للتنسيقية، حيث تسعى إلى إنصاف الأساتذة حاملي الشهادات بما يتناسب مع مؤهلاتهم الأكاديمية.

2. تحسين الأوضاع المادية والاجتماعية

تؤكد التنسيقية أن تحسين الأوضاع المادية للأساتذة ضرورة لضمان استقرارهم المهني والاجتماعي. تشمل هذه المطالب:

  • رفع الرواتب بما يتناسب مع غلاء المعيشة.
  • توفير ضمان اجتماعي شامل يغطي الصحة والتقاعد.

3. فتح قنوات حوار فعالة

تشدد التنسيقية على أهمية الحوار مع الوزارة في إطار من الاحترام المتبادل والشفافية. تؤمن التنسيقية بأن حل الأزمة يبدأ من استماع الوزارة إلى المطالب والعمل الجاد على تلبيتها.

4. الحد من التعاقد المؤقت

يطالب الأساتذة بالتوقف عن نظام التعاقد المؤقت واعتماد التوظيف الدائم كخطوة لضمان الاستقرار المهني.


الخطوات النضالية المقترحة

أمام ما تعتبره التنسيقية تعاطياً سلبياً من الوزارة، أعلنت نيتها التصعيد بخطوات نضالية غير مسبوقة. تشمل هذه الخطوات:

1. وقفات احتجاجية محلية ووطنية

  • تنظيم وقفات احتجاجية أمام مقرات المديريات الجهوية والإقليمية.
  • تنظيم مسيرة وطنية كبرى في العاصمة الرباط لجذب الانتباه إلى مطالبهم.

2. الإضراب عن العمل

  • التخطيط لإضراب وطني شامل يشمل جميع المؤسسات التعليمية.
  • مطالبة النقابات التعليمية بدعم هذه الخطوة لتحقيق الضغط اللازم على الوزارة.

3. تنظيم حملات توعية

  • إطلاق حملات إعلامية لتوضيح معاناة الأساتذة للرأي العام.
  • الاستفادة من وسائل التواصل الاجتماعي لنشر الوعي بالمطالب والضغط على الوزارة.

4. التنسيق مع منظمات حقوقية

  • طلب دعم منظمات حقوق الإنسان لمساندة القضية والتدخل لدى السلطات.

تأثير الاحتجاجات على القطاع التعليمي

1. توقف العملية التعليمية

يؤدي الإضراب المتكرر للأساتذة إلى تعطيل العملية التعليمية، مما يؤثر سلباً على التلاميذ خاصة في المستويات الحساسة مثل امتحانات البكالوريا.

2. توتر العلاقة بين الوزارة والأساتذة

يُتوقع أن يؤدي تصعيد التنسيقية إلى مزيد من التوتر بين الطرفين، مما يجعل التوصل إلى حلول وسط أمراً أكثر صعوبة.

3. انعكاسات اجتماعية

قد تؤدي الاحتجاجات إلى خلق حالة من القلق بين أولياء الأمور الذين يخشون على مستقبل أبنائهم التعليمي.


الحلول الممكنة للأزمة

1. فتح باب الحوار الجاد

ينبغي على الوزارة التحاور بجدية مع التنسيقية، وتقديم ضمانات حقيقية للأساتذة بأن مطالبهم ستُناقش وتُنفذ.

2. وضع خطة زمنية لتنفيذ المطالب

من الضروري تحديد جدول زمني واضح لتنفيذ المطالب، مع ضمان المتابعة والمراقبة.

3. تحسين ظروف العمل

يشمل ذلك تحسين البنية التحتية في المؤسسات التعليمية، وتوفير وسائل تعليمية متطورة تسهل على الأساتذة القيام بمهامهم.


الخاتمة

تظل أزمة التنسيقية الوطنية للأساتذة حاملي الشهادات واحدة من القضايا الشائكة التي تتطلب تدخلاً فورياً وحاسماً من وزارة التربية الوطنية. تحقيق مطالب الأساتذة لن يسهم فقط في تحسين أوضاعهم، بل سيعزز أيضاً جودة التعليم في المغرب ويضمن استقرار المنظومة التربوية. إن الحوار البناء والاستماع الفعلي لمطالب التنسيقية هما الطريق الوحيد لتجاوز هذه الأزمة وتحقيق مصلحة جميع الأطراف.


الأسئلة الشائعة

1. ما هي أبرز مطالب التنسيقية الوطنية للأساتذة حاملي الشهادات؟

تتمثل المطالب الرئيسية في الترقية المهنية، تحسين الأوضاع المادية والاجتماعية، والحد من نظام التعاقد المؤقت.

2. ما هي الخطوات النضالية التي أعلنت عنها التنسيقية؟

تشمل الخطوات تنظيم وقفات احتجاجية، إضراب شامل، حملات إعلامية، والتنسيق مع منظمات حقوقية.

3. كيف يمكن حل الأزمة بين الوزارة والتنسيقية؟

يُعد الحوار الجاد ووضع خطة زمنية لتنفيذ المطالب أبرز الحلول الممكنة لتجاوز الأزمة.

4. ما هو تأثير احتجاجات الأساتذة على التعليم؟

تؤدي الاحتجاجات إلى توقف العملية التعليمية، توتر العلاقة بين الوزارة والأساتذة، وخلق قلق بين أولياء الأمور.

هذا المقال يقدم تحليلاً شاملاً لهذه القضية المتصاعدة، داعياً الأطراف المعنية إلى إيجاد حلول تحقق الاستقرار والعدالة في القطاع التعليمي.